[size=16]فكثير من الناس يتخذون نماذج من البشر يعجبون بأحوالهم فيقلدونهم ويحاكونهم وربما قلدوهم في سائر أحوالهم حتى في هيئتهم وألبستهم , أما سيدنا محمد [b][b][b][b][b][b][b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b] فليس المطلوب منا أن نقلده ونحاكيه، وإنما المطلوب أن نتأسى وأن نقتدي به ونتبعه وننقاد لأمره
[b][b][b][b][b][b][b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b] وفرق بين هذا وذاك, فإن التقليد والمحاكاة غالبا ما يكونان عن غير بصيرة بخلاف التأسي والاقتداء بالنبي
[b][b][b][b][b][b][b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b] وأتباعه، فإن ذلك لا يكون إلا عن علم وبصيرة لأنه على سبيل التدين والتقرب إلى الله تبارك وتعالى , قال سبحانه: {
لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا } [الأحزاب/21].
فهذه هي حال من يتأسى بالنبي المصطفى [b][b][b][b][b][b][b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b] , إنه مؤمن يعرف الإيمان يعرف الله يعرف اليوم الآخر، فهو يرجو الله ويرجو اليوم الآخر بل إلى جانب ذلك منقاد لدين الله عز وجل فهو يذكر الله كثيرا وهذه هي البصيرة .
ثالثا : لأن النبي [b][b][b][b][b][b][b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b] مع اقتدائنا به وتأسينا به واتباعنا له يجب علينا أن نوقره ونعظمه ونحبه.
قال تعالى :{ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } [الأعراف/157] بعض الناس قد يقلد عظيما ويتبعه وينقاد لأمره ولكن لا يلزم لذلك أنه يحبه , قد يقلده وينقاد إليه خوفا منه أو طمعا فيما عنده من عرض الدنيا , أما سيدنا محمد [b][b][b][b][b][b][b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b] فيجب علينا مع تأسينا به واتباعنا لأمره
[b][b][b][b][b][b][b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b] يجب أن نوقره ونعظمه ويجب أن نحبه
[b][b][b][b][b][b][b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b] وذلك للأمور الآتية :
أولها- لأن الله تبارك وتعالى أمرنا بذلك بل لقد قرن سبحانه وتعالى حبه بحب نبيه [b][b][b][b][b][b][b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b] وجعلهما من أوجب الواجبات وتهدد بالعقوبة من يخل بهما فقال تعالى :{
قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ } [التوبة:24].
فبين لنا ربنا عز وجل في هذه الآية أن حبنا لله وحبنا لرسوله [b][b][b][b][b][b][/b][/b][/b][/b][/b][/b] يجب أن يكون أعظم من حبنا وميلنا لهذه الأشياء المذكورة ولغيرها من محبوبات الدنيا .
وثانيها- لأن الله سبحانه وتعالى أحب نبيه محمدا [b][b][b][b][b][b][b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b] , فيجب أن نحبه ؛ لأن الله جل جلاله أحبه، بل لقد اتخذه خليلا ،والخلَّة درجة أعظم من المحبة، فمن كان يحب الله فيجب عليه أن يحب محبوبات الله ، وأعظم محبوبات الله وأجلها هو نبينا محمد
[b][b][b][b][b][b][b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b]، ولذلك فإن أكبر علامة على حب العبد لربه حبه للرسول
[b][b][b][b][b][b][b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b] ،والدليل على صحة حبه له
[b][b][b][b][b][b][b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b] هو اتباعه له وتأسيه به ،ولذا قال سبحانه :{
قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } [آل عمران:31].
إن شخصيته أهل لأن تحبَّ، فإنها تمثل جانب الكمال البشري بكل ما في هذا الكمال من حسن وجمال , كما تمثل جانب الوحي الإلهي بكل ما في هذا الجانب من جلال وقدسية. فشخصيته [b][b][b][b][b][b][/b][/b][/b][/b][/b][/b] جمعت بين جمال الكمال البشري وروعة وجلال الوحي الإلهي فكيف لا تحَبُّ؟ .
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -[b][b][b][b][b][b][b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b]- "
لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ".صحيح مسلم (178 )
وبما أنه الرسول الخاتم ، فكان لزاماً أن تحفظ سيرته ، ومناقبه كلها ، لأنه المثل الأعلى للبشرية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .